مقال الأستاذ / إبراهيم حجازى اليوم الجمعة عن أرض النادى

‏**‏ علي الساحة الآن قضية قديمة جديدة أطلت برأسها علي الرأي العام لكن علي استحياء لأنها ليست قضية كورة وبدون اهتمام لأن بطلها لا هو الأهلي ولا هو الزمالك‏..‏ بضعة أسطر هنا وهناك رغم أنني أراها قضية بالغة الأهمية لحاضر ومستقبل الرياضة في مصر المحروسة‏..‏ لأنها في تقديري ليست قضية ناد اسمه‏6‏ أكتوبر إنما هي وقفة حقيقية للتعرف علي نظرة الدولة للرياضة وقناعة الدولة بأهمية الرياضة وهي مراجعة لدور الهيئات الرياضية ومصارحة مع النفس تجاه ما هي فيه وما كان يجب أن تكون عليه وهي إلقاء للضوء علي المساحة الكبيرة غير المرئية في القضية التي ظلمت فوق الـ‏95%‏ من المصريين والتي يمكن تداركها إذا فقط خلصت النيات‏!.‏ قضيتنا أضعها أمام حضراتكم في هذه النقاط‏:‏

‏1‏ ـ الدولة قررت إنشاء مجتمعات جديدة والبداية مدينة‏6‏ أكتوبر والفكرة رائعة باعتبار المجتمع الجديد سيخفف الحمل عن كاهل دولة القاهرة وبالإمكان أن يستوعب النمو السكاني الجديد‏..‏ التجربة أثبتت أن‏6‏ أكتوبر لم تحقق فكرة أو فلسفة المجتمع الجديد إنما جاءت إضافة كبيرة لمشكلات القاهرة حتي لو كانت خارج القاهرة ويمكن القول إنها الحي الذي لم تنجبه القاهرة لكنه محسوب عليها ومشكلاته تلف وتدور وتقع علي رأس القاهرة وحاليا إذا وقعت مشكلة علي محور‏26‏ يوليو من جهة مدينة‏6‏ أكتوبر‏..‏ كوبري أكتوبر من بدايته عند المنصة يتوقف حاله وهذا طبيعي ومنطقي لأن المجتمع الجديد ربطناه بالعاصمة وتركناه ضحية لكل أمراضنا الإدارية وكل روتين الإدارة الحكومية لنفاجأ بأن فوق الـ‏70%‏ من الذين يقطنون غرب الطريق الصحراوي يعملون داخل العاصمة والأكثر غرابة أن الذين يعملون في‏6‏ أكتوبر وضواحيها والذين يدرسون في الجامعات هناك والذين يترددون علي المستشفيات والذين يعملون في الشركات‏..‏ كل هؤلاء‏20%‏ فقط منهم من يعيش في‏6‏ أكتوبر و‏80%‏ يعمل في العاصمة ويستخدم المحور ويدخل ميدان لبنان أرضا من الشارع أو مرتفعا علي كوبري ولذلك المحور وكل الطرق التي يصب في
ها موقوف حالها لأنه آناء الليل وأطراف النهار ناس رايحة وناس جاية والذي يسكن هنا يعمل هناك ومن هو هناك كل يوم هنا والدنيا زيطة والعاصمة حالها موقوف وخططي يا مجتمعات عمرانية واشرب أنت يا مرور‏!‏

‏2‏ ـ فيما يخص الرياضة هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة خصصت‏270‏ فدانا بمدينة‏6‏ أكتوبر لإقامة ناد رياضي واجتماعي عليها بمقابل جنيه واحد سنويا حق انتفاع للفدان وفي يناير‏1986‏ تسلم النادي الأرض بأكملها‏..‏ وهنا أتوقف قليلا لأوضح المشكلات التي أظهرتها هذه القضية‏!‏

أول مشكلة أن هيئة المجتمعات تصورت أن تخصيص‏270‏ فدانا للرياضة علي هيئة ناد هي مساحة كافية لتأمين حق كل مواطن سيعيش في هذا المجتمع الجديد وربما تكون المساحة كافية وربما تكون قليلة لكنها أبدا لن تكون أكثر من الاحتياج لأننا ما شاء الله حدث ولا حرج في الزيادة البشرية‏!‏

علي كل الأحوال نفترض أنها مساحة كافية خاصة أن الدولة لا تري الرياضة كما يجب أن تراها‏..‏ نشاطا لا يقل أهمية عن التعليم أو عن أي نشاط آخر‏!.‏ نعتبر أنها مساحة كافية للرياضة بشرط أن يكون معروفا مسبقا حدود هذا المجتمع الجديد لأنه مفتوح غربا حتي الحدود الليبية وشمالا حتي الإسكندرية ومهم أن نعرف حدود هذا المجتمع حتي إذا تخطيناها في المعمار تكون هناك أرض جديدة للرياضة وأظن أن هذا المفهوم ليس موجودا‏!‏

المشكلة الثانية‏:‏ أن هيئة المجتمعات تصورت أن تخصيص‏270‏ فدانا للرياضة هو ضمانة لكل مواطن يعيش بهذا المجتمع في ممارسة الرياضة‏..‏ لكنها نسفت هذه الضمانة عندما خصصت حق الجميع في الممارسة لناد لأن النادي بحكم القانون هيئة مشهرة لها مجلس إدارة منتخب من الجمعية العمومية وبمجرد أن الهيئة أشهرت وبات لها مجلس إدارة فإن هذا المجلس أصبح مطالبا بتنفيذ مايهم أعضاءه ومصالح أعضائه وليس مسئولا عن المواطنين الآخرين غير الأعضاء ولا عن حقهم في أن يمارسوا الرياضة أو الأنشطة الأخري لأنهم ليسوا أعضاء به‏!.‏ النادي لم يضع في اعتباره أن فوق الـ‏95%‏ من المواطنين في هذا المجتمع ليسوا أعضاء عنده واليوم مستحيل عليهم العضوية لأن رسوم العضوية الجديدة وصلت الآن إلي‏45‏ ألف جنيه‏..‏ ومعني الكلام أن كل أرض الرياضة في المجتمع الجديد أصبحت متاحة للأقلية أعضاء النادي والأغلبية الكاسحة ممنوعة لأنها ليست أعضاء ومستحيل أن تكون‏!‏

المشكلة الثالثة‏:‏ أن قانون الرياضة القائم حاليا اعتبر هيئات الرياضة في مصر‏..‏ مراكز الشباب والأندية والاتحادات واللجنة الأوليمبية وأغفل الأهم‏..‏ نسي أن مصر ينقصها الأهم وهو هيئات الممارسة لأنها الضمان الوحيد لأبناء أهالينا البسطاء في ممارسة الرياضة وعدم وجودها معناه أن الأغلبية العظمي من أطفال وشباب شعبنا مستحيل أن يلعبوا وأن يمارسوا الأنشطة الرياضية لأن الهيئات الأخري وأقصد مراكز الشباب والأندية لها مجالس إدارة وانتخابات والانتخابات ترجمتها نزاعات ومحاكم وخصومات والجهد الرئيسي كله في ساحات القضاء وليس في خدمة الرياضة وحالنا الآن خير دليل‏!‏

أنا شخصيا أطالب من سنوات بضرورة إنشاء هيئات للممارسة فقط وهي قائمة علي ملاعب متاحة لكل مواطن وتدار بمدير يتبع الجهة الإدارية لنبتعد عن مجالس الإدارة والانتخابات والمشكلات والنزاعات وأرض الرياضة ستبقي فقط للرياضة لأنه لا مشروعات ولا بيزنس ولا بوتيكات بحجة الصرف علي الرياضة‏!.‏ الملاعب مفتوحة وستبقي ملاعب إلي يوم الدين وهذه الملاعب أرضيتها نوع معين من الأسفلت ورأيت هذه الملاعب في إيطاليا وهي أكثر أمانا وأقل صلابة من أرضيات الصالات المغطاة‏!.‏ هذه الملاعب لن تصرف الدولة عليها مليما لأن صيانتها قليلة وغير مكلفة والرسوم الزهيدة لاستخدامها كافية لتغطية الصيانة والكهرباء والعمالة لأنها ملاعب مفتوحة‏!‏

طالبت علي مدي سنوات بإنشاء هيئات الممارسة لأنها قاعدة رياضة البطولة حيث إن الممارسين للرياضة في النجوع والكفور والمدن والقري سيصبحون بالملايين وعندما يمارس ملايين الأطفال والشباب الرياضة فإن المواهب التي ستكشف عنها الممارسة بالآلاف وعندما يكون عندنا آلاف المواهب سهلت مهمة الأندية وبالتبعية الاتحادات في صناعة منتخبات وطنية من المواهب في كل اللعبات‏!‏

أيضا عندما يمارس ملايين الأطفال والشباب الرياضة كسبنا أجيالا قوية قادرة علي الإنتاج وقادرة علي حماية حدود وطن‏!.‏ كسبنا أجيالا أقل عنفا لأن الرياضة هي النشاط الوحيد الذي يستنفد الطاقات ويؤمن التوازن البدني والنفسي والصحي‏!.‏ كسبنا أجيالا أقل وقوعا في فخ الإدمان والاكتئاب والتطرف‏!.‏ كسبنا أجيالا علمتها الرياضة الخصال الاجتماعية الإيجابية‏!‏

طالبت من سنوات ومازلت بحتمية إنشاء هيئات للممارسة لأنها الحل الذي لا غيره حل لمواجهة حقيقة تقول إن الوطن محروم من مواهبه لأن الأغلبية العظمي من أطفاله وشبابه لا يمارسون الرياضة ولا غير الرياضة من الأنشطة التربوية الأخري‏!.‏ أكتب من سنوات ولا أحد يسمع والمحزن أن مسئولا واحدا من الذين تولوا مسئولية الرياضة لم يبد اهتماما والمضحك أن المسئول الحالي عن الرياضة عندما أراد الإصلاح راح يعدل في لوائح قانون تخطاه الزمن وشغل مصر كلها بلوائحه التي لن تحل شيئا لأنها محكومة بذلك القانون القديم ولأن اللوائح حكمتها المصالح الشخصية وليس المصلحة العامة والأيام ستثبت هذا‏!‏

المشكلة الرابعة‏:‏ أن هيئة المجتمعات العمرانية ليس في ذهنها هذه الحقيقة وكيف تكون والجهة الرياضية الحكومية ليس علي بالها أي حاجة‏!.‏ هيئة المجتمعات خصصت ما رأته للرياضة في هذا المجتمع الجديد لناد وأظن أن نيتها كانت سليمة في هذا لكنني أعتقد أنها لم تكن كذلك عندما أغفلت ما يجب أن يكون عليه التخطيط المعماري الذي يترك وسط كل مجموعة عمارات مساحة أرض عرضها‏30‏ مترا وطولها‏60‏ مترا وهذه الأرض لأطفال وشباب هذه العمارات يلعبون عليها وهذا حقهم وهذا معمول به في أي مكان لأن الأطفال الصغار والشباب إن لم يجدوا هذه المساحة يخرجون فيها طاقاتهم تحولت هذه الطاقات إلي قوي تدمير ربما تنعكس علي المباني نفسها وربما تنعكس علي الأمن وربما تنعكس علي الصحة وفي كل الحالات الخسائر علي فاتورة وطن‏!‏

‏3 ‏ ـ في يناير‏1996‏ قرر وزير الإسكان تعديل المساحة المخصصة لنادي‏6‏ أكتوبر لتكون‏100‏ فدان فقط بدلا من‏270‏ فدانا تسلم إلي محافظة الجيزة علي أن تخصص بقية المساحة لتكون أرضا للرياضة تقام عليها أندية أخري‏.‏

في نفس الشهر من نفس السنة عدلت وزارة الإسكان القرار ورفعت المساحة من‏100‏ فدان إلي‏112‏ فدانا وغيرت جهة التسلم من محافظة الجيزة إلي المجلس الأعلي للشباب والرياضة الذي تسلم بالفعل الأرض ليقام عليها نادي‏6‏ أكتوبر علي أساس أن الأرض المتبقية وهي‏158‏ فدانا تخصص لمصلحة الرياضة ولا شيء غير الرياضة‏.‏

‏4‏ ـ نادي‏6‏ أكتوبر لجأ إلي القضاء ورفع العديد من الدعاوي وهناك دعوي سيتم الحكم فيها يوم‏27‏ يناير المقبل‏..‏ والنادي لجأ للقضاء مستندا إلي أن قرار وزير الإسكان بتخفيض الأرض من‏270‏ فدانا إلي‏112‏ فدانا قرار باطل لأن هيئة المجتمعات هي التي خصصت الأرض والقرار لم يصدر عن الهيئة‏!‏

نادي‏6‏ أكتوبر وهو مشغول بالقرار القديم فوجئ بقرار أحدث وفي الحقيقة أفجع وأخطر‏!‏

وزير الإسكان قرر طرح‏30‏ فدانا من الأرض محل النزاع في المزاد العلني في آخر يناير المقبل‏!‏

‏5 ‏ ـ ليسمح لي السيد وزير الإسكان بالاختلاف مع قرار سيادته لأنه مخالف لقرار وزاري سابق أكد علي أن هذه الأرض ستبقي للرياضة ولا شيء إلا الرياضة وهنا أناشد السيد وزير الإسكان بأن يرجع عن قرار المزاد ويصرف النظر عن بيع هذه الأرض لأنها أرض رياضة‏..‏ أناشده من منطلق أنه رياضي يمارس الرياضة ويعرف أهميتها ويعرف حاجة الشباب إليها‏!.‏ وأناشده ثانية انطلاقا من أن هذا المجتمع العمراني الجديد المترامي الأطراف لم يراع في تخطيطه وجود مساحات خالية صغيرة للرياضة وسط كل مجموعة مبان والذي أقوله ليس بدعة إنما هو جزء أصيل من أي تخطيط يحترم آدمية الإنسان وطالما أنكم أغفلتم وجود هذه الملاعب‏..‏ فالحق أحق أن يقال‏!‏

‏6‏ ـ الحق أن يتسلم المجلس القومي للرياضة كل المتبقي من الـ‏270‏ فدانا وهي‏158‏ فدانا لتكون أول هيئة ممارسة في مصر وعليها تقام ملاعب مفتوحة في كل اللعبات لأطفال وشباب أكتوبر غير القادرين علي دفع الـ‏45‏ ألف جنيه رسوم عضوية النادي‏!‏

‏7‏ ـ الرأي العام يتصور أن القضية قاصرة علي ناد ووزارة وأنا أراها قضية كل مواطن يعيش في هذا المجتمع الجديد وغير متاح له ولأسرته حق ممارسة الرياضة‏!‏

هؤلاء الذين يقطنون مدينة‏6‏ أكتوبر وضواحيها مواطنون مصريون وهؤلاء الأغلبية الكاسحة وهؤلاء انظلموا مرة عندما أغفل التخطيط العمراني لهذا المجتمع الجديد توفير مساحة لا تقل عن‏1800‏ متر مربع وسط كل مجموعة عمارات لأن وجودها ليس رفاهية إنما هو وقاية لمجتمع ولمصلحة وطن‏!‏

هؤلاء انظلموا ثانية عندما خصصت الحكومة كل ما طلع من ذمتها للرياضة‏..‏ خصصته لناد الآن أبوابه مغلقة بسبب الـ‏45‏ ألف جنيه رسم العضوية الجديد‏!‏

هؤلاء انظلموا ثالثا لأنهم أصحاب حق في الأرض المتنازع عليها لكن لا أحد يعرف عنهم حاجة مثل ملايين البشر في طول البلاد وعرضها الذين ليس من حقهم ممارسة الرياضة لأن الأندية قليلة وهذا القليل أسعاره نار‏!‏

هؤلاء المظلومون استثمارهم في الرياضة حق وطن وعائده لا يقدر بثمن ويقيني أنه أعظم من أي فلوس تدخل جيب الحكومة من مزادات الأراضي‏!‏

أنا ضد استيلاء وزارة الإسكان علي الـ‏158‏ فدانا لأنها أرض مخصصة للرياضة من سنوات‏..‏ أنا ضد ضم هذه الأرض إلي نادي‏6‏ أكتوبر لأن عنده ما يكفيه من أرض‏..‏ أنا منحاز لعشرات الآلاف من أطفال وشباب مدينة‏6‏ أكتوبر وضواحيها‏..‏الذين لا يجدون متر أرض فضاء يلعبون عليه‏..‏ وهذه أرضهم التي منحتها الدولة لهم وحان الوقت لتعود إليهم‏.‏

إختتم الأستاذ / إبراهيم حجازى مقاله بالتالى :

اقتباس :

أنا ضد ضم هذه الأرض إلي نادي‏6‏ أكتوبر لأن عنده ما يكفيه من أرض‏..‏

هل تم عرض قضية أرض النادى على سيادته بطريقة جعلته يقرر إتخاذ هذا الموقف .

نرجوا الإجابة

خالص الشكر للجهود المخلصة فى استعادة ارض النادى
واقترح ان يتم تنظيم لقاء مع الكاتب الصحفى ابو العباس محمد لشرح ابعاد جهوده مع الاستاذ ابراهيم حجازى خاصة بعد اثارته للقضية من هذا المنظور خاصة وان الوقت اصبح ضيق ولكنه مازال موجود
لان تاثير الاستاذ ابراهيم حجازى كبير جدا مع متخذى القرار والوسط الرياضى
واعتقد ان المزيد من المعلومات له تجعله يغير رايه كثيرا
لان التقصير فى بناء اندية ليس ذنب نادى 6 اكتوبر بل هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة
والمخطط العام للمدينة يوجد به نادى رياضى اجتماعى او على الاقل مركز شباب فى كل حى بالمدينة
والمشكلة ان رأى سكان المدينة لا يؤخذ به فى كل الاحيان
بل الباشمهندسين يرون من وجه نظرهم مصلحة الناس اكثر منهم ، والمفروض ان الناس تحمد ربنا ، لا والقضايا كثير لاوقت لسردها


لكم تحياتى