فى الغربة نحتاج لتدفق الأفكار لتتحول المشاعر وتنصب فى بؤرة واحدة فتتضح الرؤية وتجلو ملامحها وتظهر الحقيقة فى شعور كلانا للآخر ، إنه معنى يشكل دعامة لبقاء الإنسان واستمرار السراج فى صدرى وصدرك .
- وقد تندفع هذه الخواطر متدفقة لتكون حلقة الاتصال الفذ بين نفوس الأصفياء بالرغم من الابتعاد المادى والضنك النفسى فى فترات كثيرة ، حسبنا الالتقاء الفكرى والروحانى .
- ويجب هنا أن اعتذر عن محاولتى تلك للغوص فى معانى اللقاء أننا نحتاج إلى أزمان ممتده وإلى قدره أدبية متميزه لسبر غور تلك اللآلى ، وهى قدرة أسعى إليها واحتاجها ، إنها محاولتى الدائبة للتخلى عن القشور وقتل الملل واللاقيمة ، محاولتى المستمرة لقتل الضياع اليومى والتلاشى فى المضمون السطحى للأفكار.
- حقا إنها لحظات عامره بالإحساس والصدق تمثل لى عمرا وتؤسس فى قلبى مرارة لافتقادى الأبدى لإرادة التعبير أو صياغة الفكرة بأسلوب جزل مفيد ، قوى ومثير ، إنها الملكة التى كنت آمل أن استحوذ عليها ، وفى وسط هذا الإحساس المرير لافتقادى القدرة على التعبير عن تلك اللحظات القيمة أقول : الحمد لله الذى وهبنى أصدقاء صادقين فلولاهم لتلاشت مشاعرى منذ زمن بعيد .
- فشكرا لكل صديق دار بينى وبينه حوارا عامرا من القلب والعقل اقتطفنا فيه ثمرات المودة الصافية ، وهى أروع الثمار مذاقا فى النفس والحياة .
- شكرا لكل همسة حب سرت كالنسيم فى الليل البليل ، شكرا لكل عيون القلب التى باحت لى بمكنونها ، ثم تلاشت كالأثير .
قراءات في معجم الفؤاد
عيون القلب
- فقد يكون الإعجاب لحظه والحب فترة والصداقة عمر ، لكنها يقظة المشاعر المتأججة بضياء الحنين ، وإنى لست حزينا لفقد هذه العيون الثرية فقد تركت لى هذه الخواطر أتعزى بها ، إنه حلمى المتكرر وعمرى المبعثر وأوراقى المتفرقة تسعى وراء عيون القلب ، وراء الحب النهائى فى سر الوجود وحكمة الخالق ( سبحانه وتعالى ) .
- وهل بعد ذلك شئ ؟!