السرقات الأدبية في الفضاء الإلكتروني

ظاهرة السرقات ظاهرة معروفة ومعلومة في الميدان الورقي وقد تصل أحيانا لسرقة رسائل جامعية كاملة ، ومع ظهور وسيط الشبكة العنكبوتية ( الإنترنت ) وما حققته من فوائد لا حصر لها ظهرت مشكلة السرقات بشكل أكثر قسوة وشراسة
فلا شك أن النشر الرقمي ساهم مساهمة فعالة في حل جانب من مشاكل النشر الورقي ، كما أن الجماهير العريضة ( بالآلاف ) والتي تطالع المادة المقدمة مع وجود إمكانيات للتفاعل والتعليق وعقد الورش الأدبية الإلكترونية وتداول وجهات النظر في القضايا والمشكلات الثقافية والأدبية
لكن للآسف لكل شيء آفة وأفة الإنترنت السرقات وبشكل فج ومؤلم غاية الألم وقد عانيت معاناة شديدة مع هذا الأمر - كما عاني غيرى - لدرجة قررت فيها عدم النشر الجديد إلا بمواد منشورة ورقيا سابقا مع تقليص حجم النشر الرقمي حيث أصبحت ساحة الإنترنت ساحة للنهب العام والذي يتخذ أشكالا عدة :
منها الإقتباس دون ذكر اسم الكاتب الأصيل
ومنها تغيير طفيف في المادة وتقديمها علي أنها جديدة
ومنها سرقة الأفكار ومحاولة نسبتها لغير اصحابها الأصلاء
ومنها ذكر اسم كاتب المادة الأصلي في نهاية قائمة المراجع او الهوامش فيبدو وكانه اسم مؤلف في قائمة المراجع لا كاتب المادة اصلا
ومنها سرقة الموضوع مع ذكر اسم صاحب المادة الأصلي كصاحب احد الآراء في الموضوع والموضوع كله له أصلا
ومنها تغيير عنوان الموضوع فقط أو ترتيب أجزاؤه

والبعض ينقل ويكتب مشكورا كلمة " منقول " وهذا نشكره لأنه أقر بعدم ملكيته للمادة
ولذلك ننصح من يقوم بالنشر الرقمي القيام بعملية بحث يدرج فيها كلمات من قلب موضوعه ليجد العجب العجاب لهؤلاء الناهبين

أما أغرب انواع السرقات فهي السرقة من المجال الرقمي إلي المجال الورقي
فإذا كان النوع الأول (السرقة الرقمية من الرقمي ، بمعني سرقة موضوع من الإنترنت ووضعه مرة أخرى علي الإنترنت ) يمكن ضبطه والمطالبة بالحق بمراسلة إدارة المنتدي او الموقع أو المجلة الإلكترونية
فإن النوع الثاني ( من الرقمي إلي الورقي ) فهو ما يصعب ضبطه ويمارسه أناس فقراء في مواهب الكتابة والثقافة في محاولة لإثبات قدرات مزعومة لهم
كما قال الحق تعالي : " ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا "
اعرف من قام بسرقة موضوع في التنمية البشرية ودون امامه أنه قام بإعداده وهو فقط بدل كلمة مكان كلمة اخرى في المقال فالإعداد يعني جهد بحثي وهو لم يقم بذرة منه
ومن قام بسرقة عبارات منشورة في جريدة الوفد دون ان يذكر أو ينسبه لكاتب المقالة وضمنها مقالة له وكانه هو الكاتب وصاحب تلك العبارات
وهكذا
ولو فتشنا عن هؤلاء الأدعياء لوجدناهم كثيرين
اللهم احفظنا منهم
اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم

لا حرمنا الله تعالي منك أخي الكريم مهندس صبري
ومعذرة إذا كنت قد أعدت طرح الموضوع فهي دعوة مني للمشاركة في دفع هذا الداء الوبيل