عطر يبقي - تجربة أمل دنقل في ندوة ممتعة مع الشاعر محمد اسماعيل

عطر يبقي

باب جديد أود أضافته لقسم الدبيات يتحدث عن فاعليات ومناسبات ادبية جرت في المدينة حيث تبقي دائما القيمة باقية ونفتتحها اليوم بتلك الندوة

تجربة أمل دنقل في ندوة ممتعة مع الشاعر محمد اسماعيل

خالد جوده أحمد

في نادي ادباء مدينة السادس من أكتوبر قام الشاعر المتميز محمد اسماعيل بتقديم رؤيته حول تجربة الشاعر الكبير أمل دنقل والحقيقة ان الشاعر كما قال يعد احد من استفادوا من تجربة الشاعر الثرية وقد تعمدت سؤال الشاعر في مداخلات الندوة عن قصيدة الراحل امل دنقل لا تصالح وما قاله النقاد عنها من المباشرة رغم ذيوعها الكبير في الوطن العربي فعقب قائلا ان الشاعر الراحل لم يكن يملك بوقا إعلاميا او منبرا سياسيا ، لذلك أراد في هذه القصيدة أن يصل صوته قويا جهيرا واضحا لحساسية الموقف وما يستوجبه من مواجهة حاسمة ، والحقيقة أني طالعت كتاب جميل في المكتبة الثقافية الصادرة عن الهيئة العامة للكتاب للكاتب نسيم مجلي بعنوان أمل دنقل أمير شعراء الرفض وقد ذكر فيه بالفعل أن بعض النقاد رد بهذا المعني ضد انتقادات قصيدة لا تصالح ومن الواضح تماما أن الشاعر محمد اسماعيل يتبني هذا الرأي وقد قاله في صياغة موفقة ، لذلك لم يكن غريبا عن الشاعر عندما كتب مسرحيته الشعرية الحصي والرصاص والصادرة في سلسلة إشراقات أدبية ان يتبني ذات المنهج الفني فتعبر المسرحية عن الهم الفلسطيني بقوة وفي جلاء وفي مفاصلة مما يعطينا فكرة عن مدى متعة هذه الندوة لشاعر عايش أمل دنقل حتى النخاع
قدم الشاعر بداية سيرة حياة أمل دنقل ملخصة فهو محمد أمل فهيم محارب من قنا ولد عام 1940م ، وتوفي عام 1983وهو شاعر العصر أو شاعر المرحلة واكتسب أهميته من قوة أدبه وتعبيره عن عصره بتقنيات فنية جديدة خاصة أن عصره شهد تحولات سياسية واجتماعية كبرى فقد وضع نفسه في قالب الضمير الحي لهذه الأمة كما مارس الدور التنبئوي المستشرف للمستقبل مع الإحتفاء الشديد بالتراث الإنساني والموروث الخاص والاحتفاء بالمفردات اليومية المعاشة فادبه يمثل تكثيفا فنيا للمفردات الحياتية كما أن الدراما غالبه في شعره لدرجة ان قصيدة أغنية الكعكعة الحجرية تشبه الشريط السينمائي كما كان بناء للقصيدة فلا يترك شيء للصدفة فكتب القصيدة الدرامية وليست القصيدة الذاتية الغنائية ثم قام الشاعر بعد حديثه عن خصائص ادب امل دنقل وما احدثه من أثر أن عقد مقارنة لطيفة بين بعض قصائد امل وقصائد الشاعر اليوناني السكندري كفافيس بقصيدة في انتظار البرابرة وقصيدة امل جاء طوفان نوح وفي القصيدين ملمح واحد وهو استشعار الخطر المحدق ثم تتالت التعليقات والمداخلات لتشكيل أمسية أدبية ممتعة مع قيام الشاعر محمد اسماعيل أيضا بإمتاع الحضور بمقاطع من أدب أمل دنقل الجميل وكان ذلك يوم الثلاثاء الموافق 15-1-2008وأدار الندوة رئيس النادي الشاعر يسرى توفيق